السبت، ٢٨ يونيو ٢٠٠٨

بورتريه ........ الصورة الاولى

يوم ما خرجت للدنيا وكلى أمل فى الحياة
ولكنى صادفت وجوه أتخدعت فى شكلها ونظرت لها وحكمت على طباعها من الشكل ولكن لما تعاملت معها وجدت الشكل يختلف عن المضمون وبالعشرة وجدت أن الأنطباع الأول كان مخطئ وأنى فى حاجة للتجربة لأعرف الوجوه وأقرأها وأعبر عما فى داخلها
ووجدت أنى أكتب عنها وأركن ماكتبته لأنعدام الثقة فى جدواه
وجاء يوم أنشر ما كتبته يوماً ورسمته بقلمى ايضاً
لا أعرف ان كان يفيد أم لانفع منه
ولكن لعل أو عسى أو لعل وعسى مع بعض
_____________________________

خلف
سائق شاحنة يقال عنها تريلا
سوهاجى أصيل
من دردا بلد الردالة
حيث ينطقون الجيم دال بكل بساطة ولا كأنهم يغتالون حرف فى اللغة العربية
خلف مواطن مصرى بحت يعيش تحت خط الفقر منذ جدود جدوده فلم يعرف أو يمسك بيديه أكثر من 3.5 جنيه حتى أبتسمت له الدنيا فى زمن السفر للخليج
جاءه عقد عمل فى العراق ومنى نفسه وزوجته وأطفاله بالمروحة والكاسيت
وسافر ليرتاح من الشقا فى العمل كفواعلى أى عامل بناء يحمل القصعة على كتفيه فى زمن لم يكونوا يعرفوا فيه الأوناش أو خلاطات الأسمنت.........
سافر بكل طموح
ولكنه أكتشف انه أرتاح من شقا مصر وراح لشقا وزل العراق
ورجع بخفى حنين فلم يكن الراتب هناك يكفيه سوى للمعيشة ومصروف العيال فى البلد
ورجعت الدنيا لتبتسم له مرة اخرى
ويرجع لبلاد النفط ولكن هذه المرة فى السعودية بلد النبى
وجرى على هناك وهو يمنى نفسه بتعويض ما فات او على الأقل عمرة وحجة
وتدير له الدنيا وجهها مرة أخرى.......فيسرق الكفيل حقه ويرجع مرحلاً إلى قسم شرطة جرجا
والدنيا مصمة انها تديله كل فرصة ممكنة ولكن هذه المرة فى الأردن ليعمل تباع على سيارة تريلا وتكتب له الأقدار حظ من السماء......
يشاء الله سبحانه وتعالى أن يتوفى صاحب الشاحنة وتعهد بها زوجته لعم خلف ليقودها عوضاً عنه حتى يعوض عليها النفع من أرثها وأرث أولادها بدلاً من بيعها بخسارة
ولأن خلف أمين وجدع وشهم
قاد السيارة وربت فى يديه مكسبها......وقاد معها الأرملة الشامية الجميلة إلى الزواج منه وضحكت الدنيا أخيراً لخلف
فأصبح زوج لأمرأة فى صعيد مصر وأخرى فى العقبة فى الأردن وجريت الأموال فى يديه ويد زوجته الجديدة فأمتلك بجانب التريلا القديمة أثنتان......
وأصبح خلف من اصحاب الأملاك فى مصر والأردن
قابلته فى ميناء السويس وعملت معه تباع على التريلا وسافرت معه بلده فى الصعيد
وسافرت بدون جواز ووصلت حتى حدود تركيا
وكان يخفينى على الحدود فى سرير السيارة خلف الكبينة
وجدته شهم وطيب وأبن بلد
ولكن كان قفلت مخه عجب
لو قفل مخه على صباعك ح يكسره
مرة قابله واحد من السويس وكان يحبه جداً قاله ياخلف تعرف أن سنة 2000 الصعايدة ح يكونوا اكتر من البنى أدمين
رد خلف بكل حماس وأندفاع دفاعاً عن الصعايدة : واه.....هم حالياً أكتر من البنى أدمين.......
وعندما فهم منى معنى السؤال الحقيقى منعته بعد جهد أن يجرى وراء هذا الرجل ليثأر لنفسه منه..........
كان خلف فى الخمسين من عمره وكان له من الولاد 16 موزعين على الزوجتين المصرية والأردنية وكان لا يعرف كم من دى وكام من دى المهم انهم 16
حفرت التجارب آثارها على وجهه الأسمر حتى انى كنت أرى فجوجاً وحفر فى وجه ولكنه حتى أيام الفقر راجل قيم
تعرف ياد أنا كنت زمان ملاجيش حتى اللجمة بس برضيك كنت لازم أتجيم
الترجمة للى ما فهموهاش تعرف ياد – اللى هو أنا – زمان ما كنتش لاقى اللقمة وبرضه كنت ببقى شيك
وفعلاً
الجلباب الصوف وتحته آخر كتان والعمة الحرير
وأهم من هذا كله شاربه الرهيب الذى تشعر ان الصقر سيحط من عاليه عليه
وفى يوم تالى لهذه الأحداث بحوالى 15 سنة علمت ان خلف مات
حزنت عليه وترحمت
وقلت هيه ......دنيا

ليست هناك تعليقات: