السبت، ٢٨ يونيو ٢٠٠٨

موظف...... كرش........بطيخة ....... جرنان

زمان كان فيه صورة شهيرة راسخة فى عقل كل واحد منا
الموظف بكرش وأقرع
ويرجع البيت شايل بطيخة وجرنان
لازلت متخيل المنظر ده
أو بمعنى أصح فاكره
لأنى من سنين فاكر أنى شوفت المنظر ده فى بعض الموظفين
الكرش اللى اتكون بفعل طولة الجلوس على المكتب و الرجوع للبيت ليأكل الغدا اللى غالباً دسم ومسبك ليشرب بعده كوب من الشاى ويحلى بالبطيخة اللى لسة مشتريها وينام
ليتكون طبقات من الشحم على بطنه لتكون هذا الكائن الطريف الذى يعبر غالباً عن العيشة الهنية وراحة البال و..................العز
أنت بتقول عز
نعم فى عصر عز وأشباهه
فى عصر المحتكرين واللصوص وسفاحى البشر ومصاصى الدماء
لم يعد للموظف هذا الكائن الشحمى أمام بطنه
فقد تلاشى بفعل الأجترار والرجيم القاسى اللى أتفرض عليه وعلى أسرته أجبارى
لم يعد هناك مكونات لهذا الكرش
فلم يعد هناك غداء دسم........ناهيك عن وجود غداء أصلاً
لم يعد هناك بطيخة مين المجنون اللى يدفع فيها من 10 - 15 جنيه وياصابت ياخابت
ليه هو المرتب فيه كام بطيخة أقصد كام 10 - 15 جنيه
لم يعد هناك جرنان
مين اللى ممكن يضحى بـ 30 جنيه شهرياً ليقرأ مجموعة من الأكاذيب والأفتراءات وزفات النفاق
زمان كانوا بيقولوا أن مافيش حاجة صادقة فى الجرنان غير صفحة الوفيات لكن دلوقتى حتى صفحة الوفيات بتكدب..........
مربوط على الدرجة الخامسة والناس درجات
الدرجة الخامسة دى ياسادة مرتبها لا يتجاوز الـ 250 جنيه اللى ممكن بعد الزيادة والكادر الخاص يبقوا 350............
ياترى دول ممكن يعملوا كرش
ولا يشتروا بطيخ
ولا يجيبوا جرايد
دول بس كفاية أنهم يكونوا موجودين كل اول شهر علشان الموظف من دول يعرف الشكل بتاع الفلوس كعينة.............
لم يعد الموظف فى صورته القديمة
بل أصبح شبح مواطن سواء بنحافته أو سمنته
ولم يعد هناك بطيخ إلا من ميته اللى كلنا عايمين فيها وح نغرق ومش ح نلاقى ولا بذرة نتعلق بيها
ماعدش للجرنان لزوم
ولا له معنى
ولا فائدة .............
حتى للف الحاجات
لأن مابقاش فيه حاجات أصلاً علشان نلفها
يمكن قدام الجرايد تتحول لطعام بعد جفاف الزرع والضرع وساعتها ح يبان لها فايدة
حد نفسه فى البطيخ............

الّلى بعده

واقفين طابور طويل
الواحد زهق
اللى بعده
كل واحد يخش ويطلع فيه ايه
احنا واقفين كدة ليه
اللى بعده
الواحد يتخانق زى طابور العيش علشان الأول ولا يرجع زى اسماعيل ياسين فى البحرية
يا بنى يلى قدامى فيه ايه
امم مم مم مم
صمت بليغ
طيب يلى ورايا فيه ايه ......................اللى بعده
طيب نسأل واحد خارج
يا أخ فيه ايه
بص مم شش عع لل فف
محدش عايز يتكلم
اللى بعده
الواحد عرقه بقى مرقه
ايه دة اللى قدامى بيكتك من السقعة واللى ورايا كأنه بيتشمس
اللى بعده
انا فين بالظبط
انا بحلم طيب اقرص نفسى
يا جمااااااااااااااعة احناااااااااااااااااااااا فين
سكون
اللى بعده
ايه دة مين اللى خارج دة وبيجروه لا دول بيسحلوه
ايه اللى طلعنى من الطابور وخلانى امشى وراهم
يا خبر انا ما شفتش حد بيتعمل فيه كدة قبل كدة
يا ايه العذاب دة كله
يا خبر دة مش هو ............. اه ده هو مش كان ...... اه كان
مين دة كمان اه دة .............. يا خبر
ياعم ارجع الطابور لا يروح دورى
اللى بعده
دورى محجوز
هنا محدش بياخد دور حد
اه عرفت انا فين
انا ح اتفرج على اللى سرق وعذب وذبح
مهما كانت ذنوبى فهى مش ادهم
هنا كلنا زى بعض
لا مش زى بعض
ولا يظلم ربك احدا

مراسلكم ميت شهيد الأستبداد من يوم القيامة
اللى بعده

بورتريه ..... الصورة السادسة

المثقف المزعوم

لم أعرفه كثيراً أو للحق لم أعرفه إلا من وراء أستار النت

ولكن حكمى عليه لم يكن يختلف عن حكم الكثيرون ممن عرفوه مثلى
قد يكون مثقف نوعاً ما ولكنه يحب ان يبدوا باكثر مما يعلم
ويحب أيضاً ان يظهر بصورة المتدين الغيور على دينه
ولكنه فى الحقيقة والواقع لا أجد فى تصرفاته هذا التدين المزعوم ولا أجد فى نفسه القدرة على الثبات على مبدأ
بل هو مع الرايجة
ويحب المشى فى الزفات
أحترمته جداً فى بداية تعرفى به
وسرعان مع أحتكاكى سحب رصيده من هذا الأحترام حتى أصبح صفر
ولكنى من طبعى لا احب أن أخسر أحد
فحافظت على شعرة معاوية بيننا حتى يقطعها هو
لن أفصل عنه كثيراً
ولكنه مثل كثيرين مثله يتراقصون حولنا
انه له براعة فى الكتابة جميلة ولكن عند قرائتك لما يكتبه لابد وان تقف أمامها بعدم الفهم وهذا ما يطربه فعندها يشعر انه أنجز شئ عظيم تجاه جاهل مثلى لا يرتقى لعقليته المعملية الفذة
هل صادفكم هذا المثقف المزعوم مثلى
أكيد نعم.......

بورتريه ..... الصورة الخامسة

عاطف اذبحوا بقرة

دائماً مايقولوا أن الانطباع الأول كثيراً مايدوم

ولكن مع الأخ عاطف لم يكوم لأكثر من يوم
أول انطباع أنه رجل محترم وودود......فكان أول تعينه رئيساً لفرعى مقابلة حارة معى بالأحضان والقبل لم أكن اعرف سببها ولكن أحببت هذه العواطف الجياشة
ولكن فى خلال يوم واحد كشف عاطف عن وجهه وأنه من هواة الأحضان ليدس لك خنجراً مسموماً فى ظهرك....
لم أستطع أن أمنع نفسى من كرهه...ولكن ... حمداً لله لم يستمر رئيساً لى سوى مدة لم تزيد عن شهر وبعدها نقل لمنصب نظير
ولكن أيضاً لم تنقطع أسباب تعاملنا مع بعض فى خلال الأعمال المشتركة
وفى يوم وكنت أستعد فيه لعمل رئيسى هام وأضع فيه كل أمكانياتى وكل مرؤوسينى لخدمته جاء عاطف وبكل برود استغل غيابى المؤقت وأوقف العمل ودفع بكل مرؤوسينى لصالح عمله هو
بالرغم من أنه لا سيطرة له علينا
وجئت ووجدت عملى قد توقف وان الوضع ينبئ بتقصير منى أمام رؤسائى
فأخذت موقفاً حاد منه مما أثار غضبه ولكن برود أعصابه منعته من اتخاذ أى موقف ضدى
والدنيا زى ما بيقولوا صغيرة
تمر أيام....حوالى سنة
ويعين عاطف فجأة رئيساً لى مرة أخرى
وحينها لم يكن هناك أى صيغة للتعامل بيننا
فوجدتنى أطلب نقلى من مكانى ......وطبعاً قوبل هذا الطلب بالرفض....
وأصبح على أن أجد أى صورة للتعامل معه
ووجدته متفاهم وطالب لفتح صفحة جديدة وأصبحت الكرة فى ملعبى
فمطلوب منى الإخلاص له فى قضاء العمل
وكالعادة الطبع يغلب التطبع
لم اسلم من " أسافينه " وتصرفاته الغادرة والوضيعة ولم أجد نفسى على استعداد بقبول هذا الشخص
لم أعتاد أن أحكم على شخص على أساس خلاف شخصى
فالنظرة لشخصية عاطف تنبئ دائماً أنه مثل بنى إسرائيل فى تعاملهم مع طلب موسى عليه السلام بذبح بقرة
فعاطف حين يأتيه مكاتبة تطلب منه عمل....فأنه لابد أن يشق فيها على نفسه وعلينا بطلبات لا نجدها مطلوبة
وكما شق الله على بنى إسرائيل فأن الجهة التى تطلب تشق علينا كما شققنا على أنفسنا
وبالإضافة لذلك.....
دائماً عاطف يشك فى أصابع يديه.....فالجميع هم خونة حتى يثبت العكس بل لو حتى ثبت هذا العكس
يحترم جداً مواعيد بدء العمل ولكن لا يحترم بنفس الدرجة مواعيد انتهاءه
فالساعة فى يده حينها شئ لا داعى منه
أحضر فى الصباح فأجد أن العاملين قد تركهم عاطف بعد عمل شاق فى الفجر
وأبحث عن هذا العمل فأجده على غرار أذبحوا بقرة
لم يستطع عاطف حتى هذه اللحظة ان يأخذ منى سوى ما أحب أن أعطسه إياه
وخسر جهودي التي أصبحت بلا معنى ولا روح بالإضافة لطلبى اللحوح فى النقل ولم يخسرنى أنا وحدى ولكن خسر معى كل مرؤوسيه
يطلب النجاح والترقى على أكتاف الآخرين
فهل يجده؟؟؟؟؟

بورتريه ....... الصورة الرابعة

ابو عبد الله
طبعاً هذا ليس أسمه ولكن هذا ما اسميه به .........

عملت معه في أول حياتي الوظيفية مكان هو في منتصف هذه الحياة وعملت معه مرة أخري بعد أن وصل إلي أعلي درجات السلم الوظيفي ..........
لم تتغير طريقة معاملته أو شخصيته باختلاف المناصب كما تغير الكثيرون .
فهو دائماً الشخصية المنظمة والمسيطرة التي تجيد تشغيل مرؤوسيها حسب إمكاناتهم .
وله دائماً القدرة علي السيطرة العالية علي رؤساءه ومرؤوسيه .
دائماً ما كنت أكن له كل تقدير وأقدام ولكن ......... كنت أكرهه بشدة ......
شعور متناقض لم يكن لي يد فيه ولكنه كان هو السبب الرئيسي فيه فهو كان يتميع صلف وكبرياء وكبر لم أجد مثلهم في شخص من قبل .
أذكر حين أدق علي باب مكتبة للدخول فاسمع دعوته بالدخول
نعم م م م م م م بكل غتاتة ورخامة .
وأذكر عند مناقشة في أي موضوع خاص بالعمل فهو دائماً لا يجب سماع أراء الآخرين حتى لو كان لها وجهة نظراً فهو دائماً معتمد برأيه ...... وللعجب كان رأيه غالباً ما يصيب .
انه شخصية أثارت دائماً في نفس التساؤل العجيب حقاً .
هو أني وجدت نفسي بعد أن انتقل وجاء مكانه رئيس أخر ...... أحبه
أنا أحترمه نعم ولكن كراهيتي له تحولت لحب عندما فقدت الحماية التي كان يسبغها علي مرؤوسيه فهو كان رجل ...... رجل
جدع وابن بلد وخدوم بالرغم من كره العجيب فهو بجد من تلقائية بدون أن ينزل من كوكبه .....
أبو عبد الله
لا زلت أذكره بالخير واحترمه ......... ووجدتني أحبه .

حمادة

أسمه حمادة ولكن من كثرة ما تعودنا ان الأسم يطلق للدلع لم نعد نعى أنه أسم قائم بذاته لصفات الحمد كمحمد وأحمد ومحمود وحمدى
رجل النظام والتهذيب
لم أدخل على مكتبه قط وأجد أى ورقة فى غير مكانها
كان له القدرة على التنظيم والترتيب بمهارة
وكان الأدب والتهذيب أسلوبه فى التعامل
وأهم من كل هذا القدرة على تشغيل وأشغال المرؤسين بكل أدب ولطف
يعمل وفق خطة منظمة
والتخطيط والتنظيم أساس من أسس النجاح
عنده كم من المعلومات تسمح له بأن يكون على دراية بما يعمله ويعمله الأخرين فيجيد ويقود المرؤسين للأجادة
ينتظر ترقية تجعله من الصفوة
وهو يستحق هذه الدرجة
ولكن يقف فى طريقه والده
فوالده كان رجل بسيط فى نفس مجال عمله ولكن فى مستوى أقل بل نقول أنه فى مستوى يقارب الأرضية
ولكن حمادة يطمح فى السقف
براعة حمادة أجبرت الرؤساء على منحه الترقية التى يستحقها ولكنهم حرموه من الموقع الذى يستفيد به من هذه الترقية
حالياً وصل حمادة لمنصب محترم يستحقه
ولكن كان يستحق اكثر منه لعلمه وأدبه وأمتيازه
والعجيب أن من هم دونه وصلوا لأعلى منه

فهل تعطى الدنيا حمادة حقه

بورتريه ....... الصورة الثانية

كيتو

عبده عبده
الشهير بعبده كيتو
قناوى
من جنا بلد عبد الرحيم الجناوى
فين فيها ما أعرفش
بس اللى أعرفه أنه كان شخصية تحمل من التناقض مايكفى لخلق الله
ربنا أداله كاس التناقض لتوزيعه على خلق الله طمع فيه وشربه لوحده
كان يعمل سائق فى محل عملى
أقرانه سموه من قبل أن أعمل معهم بعبده كيتو لسبب أجهله
ولكن كما تسمى قطك بماكس فتشعر أنه بالفعل ماكس كذلك كان كيتو هو بالفعل كيتو
تناقضه كان فى سلوكه
كان حافظاً للقرآن وقارئ له بصوت شجى تحب ان تسمعه منه
وكان مولعاً بالدخول للحمام للمارسة الجنسية السرية
لم يكن عمره الذى لم يتعدى الـ 21 عامأ و ظروفه البائسة يسمحا بالزواج فيستعيض عنه بالقذارة
ولم يكن هذا هو التناقض الوحيد
ولكنه كان بالرغم من طيبته وشهامته التى ورثها عن أجداده وأبائه الصعايدة إلا أنه كان من السهل عليه أن يرمى بلاه على أى شخص
ورمى البلا صنعة كما يقولوا
فيوم كنت أركب معه سيارته اللورى وجاءه مغص كلوى فكان على أن أقود السيارة بدلاً منه وكانت مغامرة لا يحمد عقباها
فالعربة روسى قديمة لا تقاد بسهولة ولكنى قدتها حتى وصلت بها إلى غايتنا
وتمر على هذه الواقعة 3 شهور ويصاب موتور السيارة بعطب
وعند الكشف عليها يجدوا أن العطب نتيجة أهمال منه فيحول للتحقيق لخصم الأصلاح عليه
وببساطة يتهمنى بأعطاب سيارته عندما قدتها من 3 شهور.........
ليه ياعبدو كدة
أصلك ياباشا أبن ناس ومجتدر وتعرف تصلحها على حسابك وانا لا
تقوم تتبلى عليا.....ماكنت قولت وأنا ساعدتك
ينظر لى بعيون يشع منها الغباء
لم اعرف هل هو طبيعى أو يتصنعه
وأعدى عليه تانى يوم لأجده يقرأ صورة الكهف فى ليلة الجمعة وأجلس انصت لها من فمه وأنا أتعجب لمن يحفظ كتاب الله ولا يعرف الصدق
ياباشا أوعك تكون زعلان منى
لا أبداً ياكيتو أنا ما أعرفش أزعل منك
فعلاً كنت أحبه بالرغم من تناقضه العجيب
مرت أعوام وكبرت فى عملى ومر على من السائقين كثير ولكن لم أنسى عبده كيتو
ياترى أين هو الأن

بورتريه ........ الصورة الاولى

يوم ما خرجت للدنيا وكلى أمل فى الحياة
ولكنى صادفت وجوه أتخدعت فى شكلها ونظرت لها وحكمت على طباعها من الشكل ولكن لما تعاملت معها وجدت الشكل يختلف عن المضمون وبالعشرة وجدت أن الأنطباع الأول كان مخطئ وأنى فى حاجة للتجربة لأعرف الوجوه وأقرأها وأعبر عما فى داخلها
ووجدت أنى أكتب عنها وأركن ماكتبته لأنعدام الثقة فى جدواه
وجاء يوم أنشر ما كتبته يوماً ورسمته بقلمى ايضاً
لا أعرف ان كان يفيد أم لانفع منه
ولكن لعل أو عسى أو لعل وعسى مع بعض
_____________________________

خلف
سائق شاحنة يقال عنها تريلا
سوهاجى أصيل
من دردا بلد الردالة
حيث ينطقون الجيم دال بكل بساطة ولا كأنهم يغتالون حرف فى اللغة العربية
خلف مواطن مصرى بحت يعيش تحت خط الفقر منذ جدود جدوده فلم يعرف أو يمسك بيديه أكثر من 3.5 جنيه حتى أبتسمت له الدنيا فى زمن السفر للخليج
جاءه عقد عمل فى العراق ومنى نفسه وزوجته وأطفاله بالمروحة والكاسيت
وسافر ليرتاح من الشقا فى العمل كفواعلى أى عامل بناء يحمل القصعة على كتفيه فى زمن لم يكونوا يعرفوا فيه الأوناش أو خلاطات الأسمنت.........
سافر بكل طموح
ولكنه أكتشف انه أرتاح من شقا مصر وراح لشقا وزل العراق
ورجع بخفى حنين فلم يكن الراتب هناك يكفيه سوى للمعيشة ومصروف العيال فى البلد
ورجعت الدنيا لتبتسم له مرة اخرى
ويرجع لبلاد النفط ولكن هذه المرة فى السعودية بلد النبى
وجرى على هناك وهو يمنى نفسه بتعويض ما فات او على الأقل عمرة وحجة
وتدير له الدنيا وجهها مرة أخرى.......فيسرق الكفيل حقه ويرجع مرحلاً إلى قسم شرطة جرجا
والدنيا مصمة انها تديله كل فرصة ممكنة ولكن هذه المرة فى الأردن ليعمل تباع على سيارة تريلا وتكتب له الأقدار حظ من السماء......
يشاء الله سبحانه وتعالى أن يتوفى صاحب الشاحنة وتعهد بها زوجته لعم خلف ليقودها عوضاً عنه حتى يعوض عليها النفع من أرثها وأرث أولادها بدلاً من بيعها بخسارة
ولأن خلف أمين وجدع وشهم
قاد السيارة وربت فى يديه مكسبها......وقاد معها الأرملة الشامية الجميلة إلى الزواج منه وضحكت الدنيا أخيراً لخلف
فأصبح زوج لأمرأة فى صعيد مصر وأخرى فى العقبة فى الأردن وجريت الأموال فى يديه ويد زوجته الجديدة فأمتلك بجانب التريلا القديمة أثنتان......
وأصبح خلف من اصحاب الأملاك فى مصر والأردن
قابلته فى ميناء السويس وعملت معه تباع على التريلا وسافرت معه بلده فى الصعيد
وسافرت بدون جواز ووصلت حتى حدود تركيا
وكان يخفينى على الحدود فى سرير السيارة خلف الكبينة
وجدته شهم وطيب وأبن بلد
ولكن كان قفلت مخه عجب
لو قفل مخه على صباعك ح يكسره
مرة قابله واحد من السويس وكان يحبه جداً قاله ياخلف تعرف أن سنة 2000 الصعايدة ح يكونوا اكتر من البنى أدمين
رد خلف بكل حماس وأندفاع دفاعاً عن الصعايدة : واه.....هم حالياً أكتر من البنى أدمين.......
وعندما فهم منى معنى السؤال الحقيقى منعته بعد جهد أن يجرى وراء هذا الرجل ليثأر لنفسه منه..........
كان خلف فى الخمسين من عمره وكان له من الولاد 16 موزعين على الزوجتين المصرية والأردنية وكان لا يعرف كم من دى وكام من دى المهم انهم 16
حفرت التجارب آثارها على وجهه الأسمر حتى انى كنت أرى فجوجاً وحفر فى وجه ولكنه حتى أيام الفقر راجل قيم
تعرف ياد أنا كنت زمان ملاجيش حتى اللجمة بس برضيك كنت لازم أتجيم
الترجمة للى ما فهموهاش تعرف ياد – اللى هو أنا – زمان ما كنتش لاقى اللقمة وبرضه كنت ببقى شيك
وفعلاً
الجلباب الصوف وتحته آخر كتان والعمة الحرير
وأهم من هذا كله شاربه الرهيب الذى تشعر ان الصقر سيحط من عاليه عليه
وفى يوم تالى لهذه الأحداث بحوالى 15 سنة علمت ان خلف مات
حزنت عليه وترحمت
وقلت هيه ......دنيا

ألحقونا ياجماعة.......... البيت اتشرخ

الأستاذ محمد الأفندى.............. الأفندى دى أسمه مش لقب
موظف فى ديوان من دواوين الحكومة الكتير اللى ما فيهاش لا شغل ولا فلوس
مرتبه بعد 32 سنة خدمة فى شهر يوليو ده 432.55 جنيه وعنده 3 عيال
ساكن فى الشقة اللى كان ساكن فيها أبوه قبل كدة فى حى من أحياء القاهرة الشعبية اللى الناس فيها على قد حالهم وطيبين فى شارع الرضا اللى الحى مجازاً أطلق عليه شارع
الشقة بنى قديم يعنى السقف عالى يجى 3.5 متر
الأوض واسعة والفسحة اللى هى الصالة كبيرة
المهم.....................محمد الأفندى واحد زى أى واحد ممكن تشوفهم فى الأتوبيسات الزحمة الساعة 3 العصر
موظف عتيد يعنى البطيخة والجرنان بس هو بطل يجيب جرايد من ساعت ما غلوها وبقت بخمسين قرش وبطل يجيب البطيخ من ساعت ما يوسف والى حط مرخيره فيه
المرتب يدوب..........يدوب.................
الصبح على غيار ريق
ألحق ياأبو أحمد _ ده ابنه الكبير _ فيه شرخ كبير فى الحمام
مراته بتقوله وهى مخضوضة
فين يا سعاد.........
وجرى يشوف الشرخ
ياااااااااااااه ده شرخ كبير
بس هو مش فاضى يدوب يلحق يروح الشغل
يروح الشغل وهو راجع يعدى على واحد معرفة يعرف أنه شغال فى المعمار
يتفق معاه أنه يجى المغربية يشوف الشرخ.......

الشرخ ده منفد فى الحيطة وبالعرض ده يبقى خطير
قالها الأسطى اللى جابه يشوف الشرخ بلهجة الخبير
طيب أيه العمل
لازم واحد مهندس يشوف البيت كله لأن الموضوع ده مش فى الشقة عندك بس
طيب.............

راح محمد الأفندى لسكان البيت اللى معاه وطلب أنهم يتجمعوا عنده فى الشقة
الناس ما كدبتش خبر
جت وبعد السلامات والسؤال عن الصحة و شرب الشاى فتح الموضوع وحكالهم على اللى حصل وأن لازم نجيب مهندس يشوف البيت
طيب والموضوع ده يتكلف أد أيه
ده سؤال سأله عم عبد الله البقال اللى ساكن فوقيهم
والله مش عارف أحنا نجيب ونشوف
طيب..................

مر يومين ولا حد سأل فى الأستاذ محمد

مر يومين كمان وأبن الأستاذ محمد الكبير -أحمد ما أنتو عارفينه - جاب واحد صاحبه مهندس مدنى لسة متخرج وقدر الموضوع أن البيت لازم يتعمله تنكيس وح يتكلف فى حدود 10 ألاف جنيه

الأستاذ محمد سمع المبلغ ما حطش منطق
حتى ما رضيش يقول لحد من الجيران

طيب وح نعمل أيه ياسى محمد
دى مراته بتقوله بعد أسبوع وهم بيتغدوا
والله ماأنا عارف....................
ربنا يستر

مر شهرين على الموضوع وكل يوم الأستاذ محمد وهو داخل الحمام يقف يتفرج شوية على الشرخ

مر سنة ولسة ما فيش حد عمل حاجة

مر 5 سنين والشرخ ظهر فى شقق تانية وبرضه ما حدش عمل حاجة

المهم علشان طولت عليكم
محمد الأفندى وأسرته والجيران أتعايشه مع الشرخ زى ما أتعايشوا مع الغلا زى ماأتعايشوا مع كل حاجة مش عاجبانا ومابنقدرش نغيرها

ياترى محمد واللى معاه ربنا ح يسترها معاهم لغاية أمتى
وأحنا كمان ربنا ح يسترها معانا لغاية أمتى

يا سيدى أدينا عايشيين
قصدى متعايشين

ودّع هواك

ودع هواك

كان يجلس فى عربته وسائقه يجرى بها في شوارع المدينة المزدحمة بفعل سارينة الحرس التي تتقدمه وعربة المطاردة التي تتبعه وهو مشغول عما يدور بالشارع ببعض التقارير الوزارية التي أعتاد مراجعتها في سيارته قبل وصوله لمكتبه بالوزارة

توقف الموكب فجأة فتنبه وسأل الحرس الذي يجلس بجانب السائق

- هو فيه إيه

= معرفش يافندم ح انزل أشوف

- طيب بسرعة عندي ميعاد مع السيد رئيس الوزرا

ودع هواك وأنساااااااااااااااااااااانى ................. عمر اللى فات ما ح يرجع تااااااااااااااااااااااانى

وقف رجل رث الثياب في وسط الطريق يشدوا بصوت جميل وجهوري بهذه الأغنية مما أصاب حركة المرور على الكوبري بالبطء الشديد وأسرع رجال حراسة السيد الوزير لإزاحة هذا الرجل عن الطريق بقسوة مفرطة

نظر السيد الوزير من شباك السيارة للرجل وكأنه يعرفه من حين مما أثار انشغاله الشديد به طوال النهار.

===============================================

- أهالي دايرتى الكرام لم أترشح في دائرتكم الموقرة طمعاً في مناصب فأنا والحمد لله وزير لوزارة هامة منذ 5 أعوام ولا ينقصني المناصب ولكن ترشحت طمعاً في خدمة أهلي********************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************

= معقولة يا فندم خطبة رائعة

- يعنى تفتكر المعركة خلصت لصالحي كده ده المنافس من الأخوان وأنت عارف دول بيعملوا إيه

= ما تقلقش جنابك كأن سيادتك بقيت عضو في البرلمان خلاص ........... أت ط م ن

دار هذا الحوار أثناء نزوله من منصة الشادر الأنتخابى المقام على حساب رجال الأعمال والتجار في الدائرة ووسط تصفيق وهتافات حاشدة لجناب سيادة الوزير المعجزة الذي سيحيى الدائرة بعد رميم

ودع هواك وأنساااااااااااااااااااااانى ................. عمر اللى فات ما ح يرجع تااااااااااااااااااااااانى

وقف نفس الشخص يردد الأغنية بنفس طريقته التي استطاعت أن تعلو على هتافات جمهور الشادر

وكما في كل مرة تدخل الحرس لأبعاد هذا الرجل بطريقة مهينة
لكن ظل طيف هذا الرجل يلاحق خيال وزيرنا بشكل مزعج له
- الله دى خامس مرة أشوف الراجل ده وكأني اعرفه أنا شفته فين قبل كده
سأل الوزير نفسه وهو يتطلع إلى خياله في محاولة لتذكير نفسه بهذا الشخص الغريب
= فيه حاجة جنابك
سأله مدير مكتبه وهو جالس بجواره في السيارة
- الراجل ده كأنى أعرفه
= راجل مين جنابك
- الراجل بتاع ودع هواك ده
= يا باشا ولا يهمك أنت تشغل نفسك ليه بالناس الغريبة دول ، ده تلاقيه راجل مجذوب
- لا ده كأني اعرفه ، تقدر تجيب لي معلومات عنه
= الصبح يكون كل حاجة عنه على مكتب سيادتك

= سعادتك ده التقرير عن الراجل الغريب بتاع أمبارح
- آه هات و ريني
الاسم محمد جمال علم الدين
السن 55 سنة
محل القامة 15 شارع .... من ميدان .... السيدة زينب القاهرة
العمل بائع جرائد
- أيه ده
= فيه إيه جنابك
- ده أنا فعلاً أعرفه
= سيادتك تعرف الأشكال دى
- أممممممم
- سيبنى دلوقتى لو سمحت
آه يا زمن بقى محمد جمال زعيم الشلة واللي كان بيدينى على قفاي بقى بياع جرايد وقال إيه أنا بقيت وزير لا ومرشح نفسي نائب برلماني
آه ه ه ه ه ه مين كان يصدق ده أنا ما كنتش عاجبه وكان يا ما بيخلينى أروح لأمي وأنا معيط

- حضرلى عربيتي الشخصية حالاً
= حاضر جنابك .....بس المواعيد الل.....
- ألغى مواعيدي النهاردة فيه حاجة مهمة عايز أعملها
= طيب أقول للحرس يجهز
- لا مش عايز حد معايا .. كفاية السواق
نزل سيادته من الوزارة وصوت محمد جمال يرن في ذاكرته
ودع هواك وأنساااااااااااااااااااااانى ................. عمر اللى فات ما ح يرجع تااااااااااااااااااااااانى
طول عمرك ح تبقى زى البنات كل ما واحد يكلمك تعيط

- أدخل هنا يا شوقي
قالها الوزير لسائقه وهو يتأمل حارته القديمة التي لم يطأها منذ أن تزوج بنت أستاذه في الكلية وكانت سر نجاحه وتقدمه حتى وصل بفضل حميه إلى درجة رئيس قسم في كليته بالرغم من وجود من هم أكفأ منه
ياااااه الدنيا أتغيرت
- وقف هنا يا شوقي واستناني
وطلع منزل متهالك هو نفس عنوان محمد جمال في التقرير ونفس عنوانه منذ أن كانوا في الصبا
وقرع شقة يدل بابها عما يوجد بداخلها من فقر مدقع
ودع هواك وأنساااااااااااااااااااااانى ................. عمر اللى فات ما ح يرجع تااااااااااااااااااااااانى
أستقبله وجه محمد جمال بالأغنية ذاتها وكأنه ينتظر قدومه
- أيه يا سيد محمد أنت مش عارفنى
= وأزاى ما عرفكش ياد...... دا أيدي دى ياما سلمت على قفاك
-عيب كده أنا جاى علشان أطمن عليك وأشوفك لو عايز حاجة
= والنبي.......كنت شفت أمك اللى قعدت تدعى عليك لغاية لما ماتت
- عيب كده مالكش دعوة بأمي
= ولا كنت شفت أخوك الموظف الغلبان اللى طردته من فليتك لما جه يطلب منك تساعد أبنه في النيابة
- الله.. يظهر انك بني ادم معندكش ذوق طيب قولي أتفضل.........
= ولا كنت شفت أختك المتجوزة موظف غلبان لما اتصلت بيك علشان تشوف واسطة لجوزها لما نقلوه سوهاج
- طيب قولى أتفضل ونتكلم
= أمشى ياله من هنا بدل مأضربك على قفاك زى زمان
- ما يصحش كده يا سيد محمد ده أنا برضه وزير وممكن اع.............
= وزير يا روح أمك ....... ده الكلام اللى تقوله للناس اللى ما يعرفوش أصلك ولا فصلك تحب أحكيلك ولا ناسي
- ده أنا جاى النهاردة علشان أشوف أهلي وحبايبى ونرجع الأيام الجميلة بتاعت .......
= بقولك أمش ياد يابن .... أنت باين عليك عايز تتهزأ
- طيب سؤال لو سمحت يا سيد محمد ...........
= أسأل وغور من وشى
- أنت كل شوية تظهر لي وتغنى الأغنية السخيفة دى ليه
= سخيفة يا بن ..... مش بقولك أمشى يابن....
طاخ.........وأغلق محمد الباب في وجه سعادته
وظل لدقائق وهو متسمر في مكانه
يااااااااااااه برضه أنتصر على حتى وأنا وزير وهو صعلوك
وأنا اللى فاكر انه ح يترمى أدام رجلي لما يشوفني ويغرقني طلبات وأنا أزله زى ما كان بيزلنى وأنا عيل
ياااااااااااااااااااااه ده أنا صغير قوى

يا أهالي الدايرة الكرام لقد شرفنا اليوم رجل أقل ما يقال عنه انه من عظماء هذا الوطن
لقد شرفنا اليوم السيد الوزير والعضو المحترم في مجلس الشعب ليشكر أهالي الدائرة على ثقتكم الغالية به
لقد تفضل سيادته وشرفنا اليوم ليوفى لدائرته وأهلها فضلها عليه فليتفضل سيادته بإلقاء كلمته
فليتفضل
فليتفضل
ينبهه مدير مكتبه بلكزه خفيفة في كتفه لكنه لم يكن موجود معهم بفكره كان مع
ودع هواك وأنساااااااااااااااااااااانى ................. عمر اللى فات ما ح يرجع تااااااااااااااااااااااانى


هذه القصة مستوحاه من قصة بنفس العنوان لأستاذى رحمه الله
عبد الوهاب مطاوع
فى كتاب من فضلك أعطنى عمرك