السبت، ١٢ مايو ٢٠٠٧

أسئلة محيرة

قرأت الكثير عن حرب أكتوبر................بل الكثير عن جولات الصراع المصرى الإسرائيلى
مرات بحكم حبى للتاريخ والقراءة ومرات أخرى بحكم طبيعة عملى................والسبب الآخير جعلنى على دراية فنية بمعارك حرب أكتوبر وأستطيع أن أحلل معها أسباب النجاح والفشل فى كل معركة بل والحرب كلها
توقفت كثيراً أمام نقاط عديدة فى الحرب...............................
كان أولها سؤال لم يحيرنى أنا وحدى، بل حير كل الباحثين فيها
سؤال تردد كثيراً وهو لماذا لم يصدر السادات أوامر التطوير للقوات شرق القناة أستغلالاً لنجاح معاركهم فى الأيام الأولى للمعركة
حيث نجحت القوات فى تنفيذ مهامها وصدت الهجمات المضادة على كافة مستويات الجبهة ولم تصطدم بعد بالأحتياطى التعبوى للجبهة وكان الطريق لأحتلال غرب المضايق مفتوح
برر السادات توقفه بالأمكانيات المادية وأن نفى هذا التبرير العديد من قادة المعركة ولكن كلامه فى الواقع مردود عليه
فإذا كان هناك نقص أمكانيات فما المبرر إذاً لتطوير المعركة بعد ذلك فى ظروف عسكرية لا تسمح بذلك
أعود وأسأل سؤال أكثر حيرة
لماذا تم تطوير الهجوم فى ظروف عسكرية وإدارية غير مناسبة بل مع أعتراض قادة المعركة ومعارضتهم لهذا التطوير
يجيب السادات بالأجابة المعروفة على هذا السؤال
أنه طور الهجوم لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية
والكلام مردود أيضاً عليه فتأخير التطوير أعطى الفرصة لإسرائيل لتحسين أوضاعها على الجبهة السورية وتحقيق نجاح عليها وأصبحت فى موعد التطوير شبه متفرغة للجبهة المصرية..................
ويطفو سؤال لم يثير الحيرة فقط ولكنه أثار الجدل
لماذا تدخل السادات فى خطة القضاء على الثغرة................فهل مقدم الأشارة الذى خرج من القوات المسلحة منذ 20 عام ولم يكن ظابط كفؤ بسبب مشاكله فى الجيش المعروفة يعرف فى تخطيط المعركة أفضل من رئيس الأركان الفريق مشاة سعد الدين الشاذلى الذى قضى حياته كظابط متفوق وجدير بالقيادة حتى يعارض خطته فى القضاء على الثغرة
بل ويعزله بسبب ذلك
بل وأيضاً ينفى ذكره من الحرب بأكملها بالرغم دوره الكبير فى التخطيط والأعداد والتنفيذ لها
والأهم هو فشل خطة السادات فى القضاء على الثغرة فى مقابل فرص نجاح ليست بالقليلة لنجاح خطة الشاذلى
وهو ليس لوحى وإلهام هبط على هذا ولم يهبط على ذاك
ولكنه تقدير جيد وأستفادة بكافة ظروف المعركة مع وضع أسس التخطيط السليم لأى معركة نصب عين المخطط
وتنتهى الحرب وهى بمقياس العسكريين فى صالح مصر
وتجرى إسرائيل للخروج من الورطة التى أوقعت نفسها فيها بدخول قواتها للثغرة
وللحديث بقية

ليست هناك تعليقات: